تاريخ شارع خان الخليلي

29 يناير 2024
تاريخ شارع خان الخليلي

خان الخليلي هو إحدى الأماكن الأثرية والثقافية في القاهرة والتي بقى شاهدًا على التاريخ المصري الطويل، ومقصدًا سياحيًا للتعرف على الكثير من جوانب الثقافة المصرية.

خان الخليلي

خان الخليلي هو أحد الأسواق الشهيرة والمزارات السياحية التي تقع في وسط القاهرة، وخان الخليلي هو أحد الأركان العريقة خلف مسجد الحسين بحي الجمالية، وعلى مقربة من الجامع الأزهر، وهو أحد الشواهد على التاريخ الإسلامي في العهد الفاطمي والمملوكي، وتعني كلمة الخان ذات الأصل التركي المغولي الملك أوالمتجر.

وتعود بداية خان الخليلي للأمير جهاركس الخليلي، وهو أحد أمراء التابعين للسلطان المملوكي الظاهر برقوق، وقد نشأ خان الخليلي على أنقاض مقابر الفاطميين وهي المعروفة باسم التربة المعزية والتي كانت تضم الأضرحة السلطانية المزخرفة بقصر المعز لدين الله الفاطمي، فقد دفنت في هذه المقربة رفات عائلته الذين قدم بهم من الشام.

ويروى تاريخيًا أن خان الخليلي كان يحقق أرباحًا هائلة من صناعة المعادن والحلي التي كانت تتركز في خان الخليلي، وقد أوقف الأمير جهاركس جزء من أرباحه التي يحصل عليها من التجارة في خان الخليلي لفقراء الحرم المكي وذلك في القرن الرابع عشر.

وصف خان الخليلي

وتنقل مواصفات خان الخليلي تاريخيًا حيث يوصف بأنه يتخذ شكل قصر كبير متسع، تم بنائه من الحجر المشذب، ويرتفع هذا القصر لثلاثة طوابق، وفي الأدوار السفلية للقصر توجد الحوانيت جميلة الشكل، وتحيط بالقصر ميدان رائع مربع الشكل في الوسط، كما يتصف القصر الذي هو خان الخليلي بأن مواجهته عبارة عن عدد من الأعمدة المرفوعة بشكل فائق الجمال، والميدان المتوسط هو مكان مخصص لبيع البضائع في المزاد وعقد الصفقات التجارية.

وخان الخليلي في العصر المملوكي كان كغيره من الخانات التي تعرف كمؤسسة تجارية متكاملة، والتي لاستيعاب حركة التجارة بين مصر والمدن الأخرى، وقد اشتهر خان الخليلي في بدايته بصناعة وتجارة المجوهرات والحلي، وكان يضم حوانيت مخصصة لعرض البضائع وكان خان الخليلي يوفر فندقًا لإقامة التجار الوافدين لمصر من بلاد فارس وبلاد الهند، وذلك نظرًا لشهرة خان الخليلي الواسعة والتي تعدت مصر لغيرها من البلاد، كما أن خان الخليلي كان يضم حمامًا عامًا وأماكن للاسترخاء والراحة حتى أنه كان يضم مكانًا لدواب القوافل التجارية.

أهمية خان الخليلي

وبعد رحيل صاحب خان الخليلي جهاركس، بقي خان الخليلي وتطور مع الزمن فقد أنشآ قنصوة الغوري العديد من الحوانيت والأماكن التجارية بجواره وخصص بعض الأماكن التجارية كالمجوهرات النفيسة، كما تمت إقامة سوق للعبيد بجوار خان الخليلي ليصبح السوق أكثر اتساعًا وتعددًا للأنشطة وأصبح بعد ذلك بؤرة اهتمام التجار العثمانيين.

وكان خان الخليلي هو أحد الأسواق المرتبطة بالتحولات السياسية في مصر فمن خلال التجار الوافدين إليه كان يتم التعرف على أحوال المصريين، ودخول الجواسيس لمصر في زي التجار، وفي ظل الصراع بين المماليك والعثمانيين كان طومان باي يتجه لإحراق السوق ولكنه تراجع عن هذا الأمر نظرًا لأهمية خان الخليلي الاقتصادية لمصر في ذلك الوقت، ليستمر خان الخليلي عبر العصور والتاريخ العتيق ليستحق عن جدارة أن يكون مزارًا سياحيًا مفتوحًا ويستمر كسوق لبيع المجواهرت والمصنوعات التاريخية.