آداب الطعام في الإسلام

29 يناير 2024
آداب الطعام في الإسلام

آداب الطعام في الإسلام ، الصحة هي واحدة من أروع النعم التي منحها الله سبحانه وتعالى، وبدون صحة الإنسان لا معنى لحياته، إن امتلاك المرء للصحة هو كنز ثمين يجب الحفاظ عليه، وبما أن الدين الإسلامي هو دين البشرية ودين كل زمان ومكان، فقدم لنا الإسلام العديد من التعاليم ومنها آداب الطعام، فدين الإسلام يضفي ممارساته الغذائية ، التي تحددها في الغالب الآيات القرآنية، وسنة محمد صلى الله عليه وسلم، ويقول النبي ﷺ” نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس: الصحة، والفراغ”.

آداب الطعام في الإسلام

تناول الطعام والشرب مرتبطان بروتين الفرد اليومي في نهاية المطاف، يمكن أن تتحول هذه الممارسة الدنيوية إلى عبادة إذا اتبعت تعاليم القرآن المستنيرة.

النظافة

من المستحسن بشدة استخدام آداب المائدة السابقة للنظافة العامة لأنها مرتبطة بـ “نصف الإيمان” ويؤكد الإيمان “التقوى”، تشمل النظافة في مناولة الأغذية وحفظها.

كذلك ورد عن النبي ﷺ أنه قال” النظافة من الإيمان” لكنه حديث ضعيف، ومعناه صحيح، معناه جاء في أحاديث أخرى، هذا الحديث رواه الترمذي بإسناد ضعيف

في الإسلام ، تبدأ الأخلاق في الأكل بنقاء جسدي للتخفيف من الجراثيم وينتهي من خلال حمد الله على نعمه.

غسل اليدين قبل الأكل

اغسل يديك قبل الأكل لأنه جزء لا يتجزأ من النظافة البدنية، فيباح غسل اليدين قبل الطعام؛ ليتفادى ما قد يكون عليهما من الأوساخ، وأما عن كونه سنة فقد روي في ذلك أحاديث ضعيفة, منها ما رواه الترمذي وأبو داود من حديث سلمان قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: بركة الطعام الوضوء قبله، والوضوء بعده.

ومنها حديث: من أحب أن يكثر خير بيته فليتوضأ إذا حضر غداؤه وإذا رفع. رواه ابن ماجه, وضعفه الألباني في الإرواء, ومنها ما رواه القضاعي والطبراني أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: الوضوء قبل الطعام ينفي الفقر, وبعده ينفي اللمم. وهذا الحديث ضعفه العراقي والمناوي.

التسمية قبل الأكل

قبل البدء في أي عمل، من الضروري ذكر اسم الله من خلال الدعاء فقط لحصار الشيطان الذي يشارك عندما لا يذكر اسم الله لمساعدته في أي مهمة معينة، يجب على المسلمين بدء الوجبة باسم الله لدرء الشيطان كما قال النبي محمد صلى الله عليه وسلم في الحديث:

فقد روى الترمذي وأبو داود وابن ماجه وأحمد وغيرهم، وصححه الألباني عَنْ عائشة رضي الله عنها قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «إِذَا أَكَلَ أَحَدُكُمْ طَعَامًا فَلْيَقُلْ: بِسْمِ اللَّهِ، فَإِنْ نَسِيَ فِي أَوَّلِهِ فَلْيَقُلْ: بِسْمِ اللَّهِ فِي أَوَّلِهِ وَآخِرِهِ».

قال تعالى “وَلَا تَأْكُلُوا مِمَّا لَمْ يُذْكَرِ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ وَإِنَّهُ لَفِسْقٌ ۗ وَإِنَّ الشَّيَاطِينَ لَيُوحُونَ إِلَىٰ أَوْلِيَائِهِمْ لِيُجَادِلُوكُمْ ۖ وَإِنْ أَطَعْتُمُوهُمْ إِنَّكُمْ لَمُشْرِكُونَ.

تناول الطعام باليد اليمنى

كان من سنة محمد (صلى الله عليه وسلم) أن يفعل كل ما لديه من الأعمال المنزلية مع يده اليمنى سواء كان ذلك تمشيط أو تناول الطعام، الإكراه في تناول الطعام باليد اليسرى هو تمييز بين المسلمين والشيطان لأن الشيطان يأكل بيده اليسرى، قول النبي صلى الله عليه وسلم: «لا يأكل أحدكم بشماله ولا يشرب بشماله؛ فإن الشيطان يأكل بشماله ويشرب بشماله». فنهى النبي صلى الله عليه وسلم عن الأكل بالشمال والشرب بالشمال، وعلل هذا النهي بأنه من فعل الشيطان.

الأكل مما يليك

تؤكد سنة النبي محمد (صلى الله عليه وسلم) على الأكل من المقدمة كما روى الحديث عن عمر بن سلمة:

عن عمر بن أبي سلمة رضي الله عنهما قال: كنت غلامًا في حجر رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكانت يدي تطيش في الصحفة، فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((يا غلام، سمِّ اللهَ، وكُلْ بيمينك، وكُلْ مما يليك))، فما زالت تلك طُعمتي بعد؛ متفق عليه

الأكل مع ثلاثة أصابع

في شبه الجزيرة العربية، اعتاد الوثنيون تناول وجبتهم مع خمسة أصابع عليها، ومن السنة النبوية تناول الطعام بثلاثة أصابع بما في ذلك الإبهام والإصبع والفهرس عن ابنِ عباسٍ رضي اللَّه عنهما قَالَ: قَالَ رسولُ اللَّه ﷺ: إِذا أَكلَ أَحدُكُمْ طَعَامًا، فَلا يَمسحْ أَصابِعَهُ حَتَّى يلعَقَهَا أَو يُلْعِقَها متفقٌ عَلَيْهِ.
وعن كعْبِ بنِ مالك قَالَ: رَأَيْتُ رسولَ اللَّه ﷺ يَأْكُلُ بِثلاثِ أَصابِعَ فَإِذا فَرغَ لَعِقَها. رواه مسلم.

وعن جابرٍ  أَنَّ رسولَ اللَّه ﷺ أَمَرَ بِلَعْقِ الأَصَابِعِ والصَّحْفَةِ وقال: إِنَّكُمْ لاَ تَدرُونَ في أَيِّ طعَامِكم البَركةُ رواه مسلم.
وعنه أنَّ رسول اللَّه ﷺ قَالَ: إِذا وَقَعَتْ لُقمَةُ أَحدِكُمْ، فَليَأْخُذْهَا فَلْيُمِطْ مَا كَانَ بِهَا مِنْ أذىً وليَأْكُلْهَا، وَلاَ يدَعْها للشَّيطَانِ، وَلا يمسَحْ يَدهُ بِالمِنْدِيلِ حتَّى يَلعقَ أَصَابِعَهُ، فإِنه لاَ يَدرِي في أَيِّ طعامِهِ البركةُ رواه مسلم.

لعق الأصابع بمجرد الأكل

يستحب لعق الأصابع الثلاثة بمجرد تناول الوجبة، يمكن أن يكون لعق إما الزوجة أو الابن أو أولئك الذين لا يشعرون بأي كره. سبب اللعق هو إغراق كل النعم التي لا يعرفها أحد أين تقع في الصحن أو الطعام أو على أطراف الأصابع المستخدمة للأكل.  عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ :  إِذَا أَكَلَ أَحَدُكُمْ فَلَا يَمْسَحْ يَدَهُ حَتَّى يَلْعَقَهَا أَوْ يُلْعِقَهَا  وكذا رواه مسلم

الجلوس أثناء الأكل:

لن يأكل النبي محمد (صلى الله عليه وسلم) وجبته أبداً عندما كان في وضع مستلق. بصرف النظر عن السنة ، لها مزايا علمية أيضا والتي تؤدي إلى إضعاف المعدة، عن أبي جحيفة رضي الله عنه قال : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ( لَا آكُلُ مُتَّكِئًا ).

الاعتدال في تناول الطعام

المفتاح نحو الصحة هو الاعتدال في تناول الطعام، لا ينبغي الإصراف في تناول الطعام ، بل يجب أن يكون معتدلاً في الأكل، قال الله تعالى: ﴿ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ ﴾ [الأعراف: 31].

لا تنتقد الطعام

إن العثور على الطعام والأكل هو أحد النعم التي ينعم بها عدد قليل لأن معدل الفقر قد لامس السماء والعديد من الناس العاديين يكافحون للحصول على الطعام، كونهم أتباع محمد (صلى الله عليه وسلم) يجب على المسلمين شكر الله على الطعام أيًا كان كميته، قال تعالى:”يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِن طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَاشْكُرُوا لِلَّهِ إِن كُنتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ ” .(172)

بعد الانتهاء من تناول الطعام

تمجد الله لخيراته بمجرد الانتهاء من تناول وجبات الطعام، فيجب تذكر الخالق والرزاق وشكره على عدد لا يحصى من الحسنات من خلال الدعاء، قام النبي محمد (صلى الله عليه وسلم) بتعليم أتباعه للتعبير عن امتنانهم:

عن أبي أمامة الباهلي رضي الله عنه قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا رُفِعَت مائدته قال: (الحَمْدُ لِلَّهِ كَثِيرًا طَيِّبًا مُبَارَكًا فِيهِ، غَيْرَ مَكْفِيٍّ وَلاَ مُوَدَّعٍ، وَلاَ مُسْتَغْنًى عَنْهُ رَبَّنَا) رواه البخاري.

وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إِنَّ اللَّهَ لَيَرْضَى عَنْ الْعَبْدِ أَنْ يَأْكُلَ الْأَكْلَةَ فَيَحْمَدَهُ عَلَيْهَا، أَوْ يَشْرَبَ الشَّرْبَةَ فَيَحْمَدَهُ عَلَيْهَا) رواه مسلم.